قال
الله تعالى في محكمه التنزيل," إنّا أنزلناه قرآنا عربيّا لعلّكم
تعقلون" دليلاً على أنّ اللغة العربية لغة أهل العقل والنبلاء والنجباء، ولا
يطيق باستيعاب هذه اللغة إلّا من له قلب أو ألقى السمع وهو من العقلاء.. والحمد
لله الذي جعلنا من المسلمين، ولغة الضاد ليست لغة العرب خاصة بل هي لغة المسلمين
أجمعين.. إذ لا يمكن فهم القرآن والسنة إلّا بها.. و كما عرفنا أنّ متمّ الواجب
واجب..
لمرحلة
التمهيد في جامعة ملايا سنتان اثنتان وتركّز على استيعاب اللغة العربية.. وعلى وجه
عام تقسّمت دراسة اللغة إلى قسمين: الأول ما في الفصل والثاني خارجه.. ومن هذا
أدركنا أنّ الأساتذة يهتمّون بهذه اللغة اهتماما وهذا الاهتمام ليس من أجل العمل
أو النقود بل هو من طيب النفس.. فلنا أربعة فصول أو سنتان لإتمام هذه المرحلة.. و
في كلّ فصلٍ دراسة اللغة العربية.. ولكنها تختلف من فصل إلى فصل(الفصل هنا بمعنى
الترم أو السميستر)..
وفي
الفصل الأوّل والثاني من التمهيد كنّا نتعرّض إلى قواعد اللغة البسيطة
للأساسي(النحو) و بناء الكلمة العربية(الصرف) و المهارات الثلاث التي تتكوّن من
الاستماع و الكلام والمقال.. وذلك كلّه موادّ العربيّة للسنة الأولى.. وأمّا في
السنة الثانية فأبدل الاستماع بالمناظرة العربية، فهي عبارة عن جمع المهارات
اللغويّة كلّها إلى شيء واحد أو فنّ.. فمن أراد أن يتناظر، لا بدّ له من استيعاب
اللغة استيعاباً كافيا و وافيا إضافةً إلى الثروات اللغوية الواسعة.. لأنّ فاقد
الشيء لا يعطي..
ولدينا
مراجع كثيرة لللغة العربيّة التي وجدناها في المكتبة و ركن اللغة.. عندما كان لنا
واجبات أو بحث راجعنا كتباً كثيرةً التي في هذان المكانين.. فيهما كتب قيّمة.. كان
المحاضرون يدرّبنا كيفية إتمام البحث بالنظام الجامعي، وهذا سيسهّلنا في مرحلة
الباكليوريوس المقبلة.. وقد أُمرنا لنتمّ بحوثنا راجعين للمصادر و المراجع
المعتبرة الموثوقة التي بحثناها في مكان شتّى حتّى نستطيع أن نكمّل واجباتنا في
مدّة محدّدة.. و هذه المادة لها أعلى الدرجات في التقييم السنوي..
ذلك
كلّه من مساهمة المعلّمين الذين بذلوا جهودهم في تعليم الطلّاب و تربيتهم، و أيضاً
في إنشاء البرامج العربيّة سواء أكانت في حرم الأكاديمية أم خارجه.. و قد مضى لنا اشتراكنا في معسكر
اللغة العربيّة الذي دار بين الجامعتين والدولتين؛ ماليزيا و تيلاند.. و قد أقيم
حوالي 5 أيّام في أوّل مرة ثمّ كذلك في تيلاند.. و المعسكر الذي في تيلاند ما
اشتركته لسبب معيّن.. على كلّ حال، هنيئاً لأصدقائي المشتركين في ذلك المعسكر
العربي.. عسى أن يزيدكم هذا المعسكر مهارات أو شيئاً لكي يستفيد منكم الجميع.. لكم
الفضل من ما تدرسون..
وفي
يد أخرى، هناك أيضاً فصل لتعلّم متون اللغة العربيّة كمتن الأجروميّة و متن الأساس
والبناء و الكواكب الدرّية(شرح لمتن الأجرومية).. وقد سبق لي أن أدرس متن الألفية
لابن مالك في الشهادة الدينية العالية.. هذه كلّها متون لقواعد اللغة العربية..
ومنها تعلّمنا وكثيراً منها ما استفدنا، حيث أنّها أعانت على حفظ القواعد الكثيرة
في النحو و الصرف..
والجدير بالذكر أنّ لدينا أيضاً الطابور الصباحي
في كلّ يوم الأربعاء.. كان فيه بعض الطلّاب يتقدّمون إلى الأمام ثمّ يخاطبون الناس
باللغة العربيّة تماماً، ولكن بعد فترة، بدأ الركن يبدّلون هذا الشكل إلى شكل آخر
لعموم المنفعة، فالشكل الجديد حسب المجموعات، عليهم أن يقدّموا تقديماً سواء كان
التمثيلية أو الخطابة.. وصار الطابور حينئذ مسابقةً بين المجموعات.. فجزيل الشكر و
أحلى التقدير لكلّ الأساتذة والأستاذات على جهودهم واهتمامهم للغة خير الأنام سيد
أهل الجنّة عليه الصلاة والسلام.. ونسئل الله أن يتقبّل جهودنا و سعينا في سبيل
ترقية لغة القرآن و السنّة..
-
هيّا معاً لرفع مستوى اللغة العربيّة-
No comments:
Post a Comment